ظاهرة الاحتراق الذاتي

تخيل لو علمت انك من الممكن أن تتحرق من غير نار, حتى ملابسك ستبقى سليمة بينما عظمك ولحمك سينصهروا تماما من غير سبب, هل ستصدق؟

وسط مجموعة من الناس المجتمعين في ولاية ماساشوستس وأمام أعين العالم الفيزيائي “هارتول”, احترقت سيدة فجأة وبدون سبق إنذار، خرجت النار منها لتتفحم في دقائق, والغريب أن ملابسها سليمة, لكن جسمها فقط الذي احترق أمام أعين الناس بدون مصدر نار خارجي

الاحتراق الذاتي للجسد

بدأت هذه الظاهرة في عام 1637 في باريس، عندما كتب “يوناس دوبونت” عن حالة السيدة نيكول ميليت، والتي تم العثور علي رمادها المحترق في سريرها ..احترق جسد السيدة بالكامل ولم يبقى منه غير الجمجمة وإصبع واحد ورماد كثير جداً داخل ملابسها التي كانت سليمة! تم تسجيل هذه الحالة لغرابتها، لكن لم تكن محل دراسة مكثفة حتى عام ,1919 عندما تم تسجيل الحالة الثانية لكاتب انجليزى يدعى ب “تمبل توموسون”، تم العثور عليه ونصفه الأسفل محترق تماما, لكن ملابسه سليمة لا يوجد عليها أي أثر للحريق!

في عام 1938 كانت السيدة “ماري كاربنتر” مع اسرتها يتنزهون على مركب, فجأة شهدو العائلة احترقها أمامهم، حاولوا ان يخمدو النار لكن لم يستطيعو, حتى مع استعمال الماء, بالنهاية احترقت وتفحمت بالكامل أمام أعينهم بينما بقيت ملابسها مبلولة وسليمة! .. لم يصدق العلماء هذه الحالات إلى أن شهدو حالة السيدة “ماري ريسير”، وجدو رمادها من احتراق جثتها على كرسي في بيتها، كانت ملابسها سليمة والكرسي الجلد سليم بينما هي عبارة عن رماد فقط, الطب الشرعي قال أن درجة الحرارة اللازمة ل احتراق بهذا الشكل يجب أن يتعدى ال 3000 درجة حتى تذيب العظم والجسم بالكامل!

كيف وصلت درجة حرارة 3000 درجة إلى جسم السيدة بينما بقيت ملابسها ومقعدها وكل شئ حولها سليم؟

النظريات

• نظرية 1: محللي الحوادث قالو أنه من الممكن ان يكون مسبب الاحتراق هو شئ خارجي ساعد على احتراق الجسم بالكامل, لكن لم تثبت هذه النظرية بسببب عدم تأثر الأجسام المحيطة بالجسم.
• نظرية 2: تقول النظرية أنه مع انبعاث غاز الميثان مع الدهون, تكوّن تفاعل كيميائي داخل الجسم فاحترق, لم تثبت هذه النظرية أيضاً.
• نظرية 3: تقول هذه النظرية أن سبب الاحتراق هو الافراط في شرب الكحول, وان اغلب الحالات كانو مدمنين مشروبات كحولية .. بالرغم من مسوئ الكحول إلا ان هذه النظرية أيضاً لم تثبت لأن احد الحالات كانت لطفلة لم تشرب الكحول بحياتها, بالإضافة إلى أن الجسم سيتسمم قبل أن يصل إلى مرحلة الإحتراق هذه.
• نظرية 4: تقول أن هؤلاء الناس كانو ميتين بالأصل, وأن انبعاث الغاز من أجسادهم في غرفة مغلقة سببت في حرقهم لكن لم تثبت هذه النظرية إذ حدثت بعض الحالات أمام شهود عيان شاهدوهم أحياء قبل أن يحترقو أحياء.
• نظرية 5: ترجح النظرية ان الكهرباء الساكنة سببت تفاعل نووي داخل الجسم, مما أدى إلى حرق الضحايا ذاتيّاً.

حالات حديثة

في عام 1966, تم العثور على جثة د. جون بنتلي (92 عام) في حمام شقته محترقة بالكامل, ولم يبقى من جثته إلا جزء من قدمه منفصل عن جسمه, ولم تتأثر ستائر الحمام أو دهان الحائط نهائيّاً.

حالة أخرى سجلت في عام 1974, تم العثور على رماد جثة الطفلة ليزا في مستشفى برمنجهام بإنجلترا, احترقت الطفلة بالكامل بينما بقيت ملابسها سليمة تماماً!

في عام 1985, نجت الطفلة “ديبي كلارك” من الموت بأعجوبة عندما أحست بضوء أزرق يخرج منها بينما كانت في منزلها, وعندما رأتها أمها جرت بها إلى الحمام بسرعة لتضعها تحت الماء وتخفف من حرارتها, وقالت الام بأن طفلتها كانت تضحك ولم تحس بأي شئ على الإطلاق.

على مدار 300 سنة, تم تسجيل حوالي 250 حالة احتراق بشري ذاتي, وإلى اليوم لا احد يعرف كيف ولماذا يقرر الجسد فجأة أن يحترق بشكل كامل!