الأطفال ذوي العيون السوداء

إذا أعجبتك المقالة, يمكنك مشاركتها عبر صفحتك في مواقع التواصل الإجتماعي

منذ أكثر من عشر سنوات، ظهرت على النت قصص (الأطفال ذوي العيون السوداء) .. هذه القصص تعتبر حديثة من حيث وقت انتشارها و بالتالي لا يمكن أن نقول أنها تنتمي إلى أساطير قديمة أو إلى الثقافة الشعبية للبلدان.

القصة

تروي السيدة (أديل) : كنت أجلس في غرفتي و أقرا كتابا، حوالي الساعة الحادية عشر ليلا سمعت صوت خطوات بطيئة تتقدم نحوي.. قمت مسرعة من السرير لكي أتفقد الأمر، نظرت من الشباك فاندهشت عندما رأيت طفلين واقفين ، ففتحته و سألتهما ماذا يفعلان هنا بهذا الوقت المتأخر من الليل ، قاما بالرد ليقولا ببساطة دعينا ندخل، أجبتهما بالنفي و سألتهما عن سبب رغبتهما بالدخول ، فأجابا : نريد استعمال الحمام.

استغربت كثيرا كيف لطفلين بهذا السن أن يرغبا باستعمال حمام شخص غريب بهذا الوقت، طلبت منهما المغادرة و أغلقت الشباك لكنني بقيت أنظر إليهما عبر الزجاج .. لاحظت أنهما يمتلكان عيونا غريبة لم أرى لها مثيلا من قبل، كانت سوداء بالكامل تترك انطباعا بالغضب و الانزعاج و الشر.

متى بدأ انتشار هذه القصص؟

الصحفي (بريان بيتيل) كان أول من تكلم عن التقائه بهؤلاء الأطفال. كان يوقف سيارته في موقف للسيارات عندما رأى اقتراب طفلين منه، كانت بشرتهما ناعمة و ملبسهما مرتب و أنيق.

– ” مرحبا سيدي ، لقد كنا ذاهبين إلى السينما لكننا وجدنا أننا قد نسينا المال ، هل يمكنك أن ترجعنا إلى البيت ؟ “

بريان لم يعرف ماذا يفعل، شعر برغبة في الهرب امتزجت ببعض الخوف و القلق، استمر الطفلين يلحان عليه بشدة حتى اشتد غضبهما فاختفى البياض من عينيهما و أصبحت سوداء كالفحم و هذا ما جعله يستجمع شجاعته للهروب بسرعة.

الأطفال ذوي العيون السوداء

هناك أيضا شهادة أحد أفراد مشاة البحرية المتمركزة في كامب ليجون. نحن في نوفمبر 2009 ، يروي أحد البحارة انه كان مستيقظا في وقت متأخر من الليل يشاهد فيلما على التلفاز عندما خرج صديقه من الغرفة ليشرب ، فجأة سمع صوت طرق بالباب ، فقام وفتحه ، لكنه أنصدم مما رآه خارجا ، حاول ما أمكنه بأن يغلق الباب من جديد لكنه شعر بالعجز ، وجد عيونا سوداء بالكامل تنظر إليه .. يقول : شعرت بإحساس فظيع من تلك النظرات المرعبة و لم استطع أن ابعد عيناي عنها ، كأنها كانت تجذبني للنظر لها .

فجأة استطعت الالتفاف حولي لعلي أجد أحد زملائي بالقرب مني ، لكن لم يكن هناك أحد ، كنت وحدي ، ووجدت الأطفال يقتربون مني كأسود تترقب وتتأهب لمهاجمة فريستها، لكن سرعان ما عدت إلى رشدي واستجمعت طاقتي فأوحى إلي عقلي بإغلاق الباب في وجوههم فورا ، وهو ما فعلته ، ولا أدري ماذا جرى لهما بعد ذلك .

وروى شاب بالسادسة عشر من عمره قصة مشابهة…

كنت أتزلج في حوالي العاشرة و النصف ليلا قرب البيت فتوقفت للاستراحة قليلا، اقترب مني طفلان بشعر أشقر أحدهما يلبس قبعة بيسبول و يحمل زلاجة سوداء و الثاني يبدو اكبر من الأول و يرتدي قميص الرجل العنكبوت – سبايدرمان – .

قال أحدهما: هل تستطيع مساعدتنا ؟ نحن مفقودين و نحتاج إلى دخول بيتك من أجل استعمال الهاتف. نظرت إليهما فشعرت بالخوف و عدم الاطمئنان، فأجبتهما: تفضلا هاتفي النقال. نظر إلي الطفل الأكبر بكل حقد و غيض فلاحظت أن عينيه سوداء بالكامل فقلت له، جميل أنت ترتدي عدسات لاصقة. أجاب بشكل قاطع : هذه ليست عدسات لاصقة . قلت له : حسنا آسف ثم غادرت لكي أكمل التزلج، لكنه امسك بي و طلب أن اسمح له بالدخول للبيت فأبعدته عني و صعدت السلم ، ثم رايتهما من الشباك و قد وقفا لوقت طويل و هما يحدقان إلي .

توجد الكثير من هذه القصص وقد انتشرت بمختلف أنحاء العالم اغلبها متطابقة تقريبا مع اختلافات قليلة جدا.

ماذا لو سمح لهم بالدخول ؟

في الواقع لا توجد الكثير من القصص بخصوص أشخاص سمحوا لهؤلاء الأطفال بالدخول إلى بيوتهم أو سياراتهم، من يدري ربما من سمحوا لهم بذلك قد ماتوا أو اختفوا لهذا لا يمكنهم أن يسردوا لنا قصصهم.

لكن هناك من نجوا منهم بأعجوبة، كإحدى السيدات التي توقفت بإحدى الليالي قرب محطة الوقود لتملا سيارتها تاركة ابنها الصغير مستلقيا داخل السيارة في المقعد الخلفي . بعد أن رجعت وجدت طفلين بعيون سوداء يجلسان بجانب ابنها الذي كان قد دعاهما لدخول السيارة من اجل مشاركته اللعب. أمسكت الأم ابنها و أخرجته من السيارة ثم أسرعت إلى داخل المحطة و أحضرت معها بعض العاملين هناك فوجدت أن الطفلين قد اختفيا.

بعد أيام أصيب الابن بمرض لم يجد له الأطباء أي تفسير أو علاج و لم يشفى إلا بشكل عجيب.

الأطفال ذوي العيون السوداء

.

روى شخص عجوز قصة مشابهة حيث سمح لطفلين بالدخول بعد أن تحججا برغبتهما باستعمال الهاتف, عند دخولهما البيت وقفا ينظران إليه و اخبراه أنهما يريدانه هو وليس الهاتف, فأحس بالذعر و هرب من البيت فاحضر جاره معه و قد وجدهما قد اختفيا من جديد.

هو أيضا لقي نفس المصير حيث أصيب بمرض غريب فكان لا يتوقف عن الدعاء و بعد أن شفي أصبح رجل دين و كرس حياته لله.

افتراضات وتكهنات

عندما نقارن هذه القصص نلاحظ أن هذين الطفلين لهما قوة ذهنية باهرة في التحكم بمشاعر الآخرين، و يرغبان دائما بالدخول إلى بيوت الناس أو إلى سياراتهم.

هذه المؤشرات تجعلنا نفكر إما في مصاصي الدماء أو ربما أطفال نتجوا عن تزاوج البشر مع الكائنات الفضائية حيث أن تلك الكائنات أيضا تمتلك عيونا لوزية سوداء بالكامل ، لكننا أيضا نجد البعض يفسرون هذه الظاهرة بأشكال أخرى ..

1. مصاصي دماء

هذا احتمال وارد لأنهم يشبهون مصاصي الدماء بشكل كبير من حيث الأناقة و امتلاكهم القدرة على التحكم بعقول الآخرين و تنويمهم مغناطيسيا ربما لهذا السبب يرغبون بدخول بيوت الناس لكي يحصلوا على وجبتهم من الدماء بكل سرية فالبيت أو السيارة أماكن آمنة لا يراهم بها احد يستطيعون أن ينعموا داخلها بكل الهدوء و الأمان ليقوموا بمهمتهم على أتم وجه.

2. كائنات فضائية

ربما يكون هؤلاء الأطفال بذرة تزاوج بين البشر و الكائنات الفضائية كونهم يشبهون البشر في الشكل كما يشبهون الكائنات الفضائية بالعيون و القدرات العجيبة التي لا يمتلكها الإنسان.

الكون فضاء واسع يوجد احتمال كبير بأن تتواجد الحياة بأحد أرجائه. كثير من الناس زعموا أنهم خطفوا من قبل كائنات فضائية مارست معهم الجنس لهذا يبقى هذا الاحتمال ممكنا.

3. أرواح تائهة

يرجح البعض أن أصحاب العيون السوداء هم أرواح أطفال تائهة تمشي بيأس في الأرض لتبحث عن مساعدة الكبار. لكن جميع الشهود عبروا عن إحساسهم بالخوف و الرعب عند الالتقاء بهم مما يدل على أنهم لم يتعاملوا مع مجرد أرواح بريئة، بل مع كائنات مرعبة تختفي داخل تلك الأجساد الصغيرة. فالأطفال المفقودين عادة لا يسببون لغيرهم كل تلك الأحاسيس المرعبة بل غالبا ما يثيرون الشفقة من منظرهم البائس و البريء لهذا تبقى هذه الفرضية موضع الشك.

4. شياطين صغيرة

الاعتقاد بوجود الشياطين هي مسالة إيمانية، فالمؤمنين بالكائنات الغيبية كالشياطين و الملائكة سيكون من السهل عليهم الاعتقاد بان هؤلاء الأطفال قد أتوا من الجحيم.

عندما ننظر إلى هالة الشر المنبعثة من هؤلاء الأطفال سيكون من المعقول أن نعتبرهم شياطين.. لكننا سنتساءل لماذا لم يظهروا بشكلهم الشرير المخيف الذي يتصوره الإنسان غالبا عنهم بدل من الظهور في أجسام أطفال من البشر و لماذا لم يمارسوا سحرهم و شرورهم بشكل مباشر بدل اختلاق القصص للتقرب من الناس؟! .

5. خدعة

يقول الكاتب باري نابير الذي كتب عن هذه الظاهرة أن الانترنت وسيلة قيمة و مهمة لنشر المعلومات ، كما انه وسيلة سهلة لخداع الجماهير من خلال نشر الشائعات و الأكاذيب لهذا من الصعب التيقن من كون هذه القصص صادقة أم مجرد كذب لتضليل القراء.

هذه القصص يمكنها أن تكون ما يشبه الأسطورة لأنها تتسارع بالانتشار في مواقع النت لتحصل على اكبر عدد من القراء ، ويوجد من بين هؤلاء القراء من يقوم بتأليف قصص مشابهة من خياله . لكن هذا لا يعني أن أصلها الأول زائف بل فقط يجب للمحققين أن يفصلوا بين القصص الحقيقية و بين المبالغات و الافتراءات غير الصحيحة.


تبقى هذه القصص غامضة و لا يمكننا الجزم بصحتها أو خطئها، ربما تكون تمثيلية كبيرة أسسها شخص ما لغرض في نفسه عن طريق استعمال العدسات السوداء لأولئك الأطفال، أما إن كانت حقيقية فلا احد يعلم لحد الآن ماذا تريد هذه الكائنات من البشر و ستضل لغزا غامضا قد تكشفه لنا الأيام.

إذا أعجبتك المقالة, يمكنك مشاركتها عبر صفحتك في مواقع التواصل الإجتماعي
تعليق واحد

اترك تعليقاً