عزت ابو عوف وفيلا شيكوريل المسكونة

إذا أعجبتك المقالة, يمكنك مشاركتها عبر صفحتك في مواقع التواصل الإجتماعي

كانت عائلة شيكوريل تمتلك أكبر المحلات التجارية فى وسط البلد، وكان رأس مال هذه المحلات 500 ألف جنيه، وهو ما يساوي حالياً 100 مليون جنيه تقريباً، وكان يعمل بها آنذاك أكثر من 600 عامل، وكانت هذه المحلات تحقق أرباحاً مزدهرة للغاية.

ولكن بحلول عام 1927 كان يدير العمل 3 أخوة أكبرهم هو “سولومون شيكوريل”، الذى كان يمتلك هذه الفيلا التى تقع بشارع سريلانكا بالزمالك، وفى أحد الأيام اقتحم لصوصٌ فيلته وقاموا بتخدير زوجته وسرقوا الذهب والمجوهرات الموجودة بالفيلا، وقتلوا سولومون شيكوريل بـ11 طعنة.

ولم يجرؤ أحد بعد وفاة شيكوريل على الاقتراب من تلك الفيلا والسكن بها أو المرور بجوارها، إلى أن جاءت أسرة الفنان الكبير عزت أبو عوف عام 1957 واشترت الفيلا وسكنت بها، ولم تكن تعلم قصة شيكوريل وما حدث له.. ولكن بعد سكنهم داخل الفيلا بدأت تحدث أشياء غريبة كان كل سكان المنطقة يعرفونها.

فيلا شيكوريل

بدأ الأمر بخيالات سريعة تمر من أمام أعينهم, وأصوات حركة في أثناء الليل داخل الفيلا وهم نائمون، وأصوات تخرج من الجدران، وكانت تلك الأشياء تظهر أمام الضيوف أيضا, فأصاب الهلع الأسرة وخاصة والدة عزت أبوعوف، حيث كانت تخاف على أطفالها, فقد كان عزت أبوعوف هو أكبرهم وكان عمره وقتها 8 سنوات, بينما أخواته البنات الأربع كن صغاراً.

بدأت الشكوك تساور والد عزت أبوعوف، فبدأ يتقصَّى جيدا عن القصر، حتى عرف حقيقة وفاة شيكوريل، ولكنه صمم على البقاء به على الرغم من الخوف المسيطر على الجميع، وبعد وفاة والد أبوعوف ظلوا مقيمين فى الفيلا أكثر من 50 عاما، وكان يعمل بالقصر 3 من الخدم كانوا يطبخون ويحرسون الفيلا مع سمعة القصر كانت سيئة، ولم يرغب أحد فى العمل فيه.

وبعد تخرج أبوعوف من كلية الطب ثم اتجاهه للغناء والتمثيل، أصبحت الفيلا أكثر الأماكن جذبا للفنانين، نتيجة العلاقات الجيدة التى تربط أسرة أبوعوف بالعديد من أبناء الوسط الفني، ونظرا لمساحة الفيلا الكبيرة وتعدد غرفها، فإن الكثير من الفنانين كانوا يمكثون كضيوف لدى عائلة أبوعوف، إلا أن التجارب المرعبة التى مر بها ضيوف هذه الفيلا من الفنانين جعلت أى شخص يفكر ألف مرة قبل أن يحل ضيفا على منزل هذه العائلة الفنية الكبيرة, بالإضافة إلى أن الفنانة سعاد حسني كانت تسكن فى شقة فى أحد العمارات القريبة من فيلا أبوعوف، وعلى الرغم من ذلك كانت تتردد فى زيارته، وتطلب منه فى المقابل أن يقوم هو بزيارتها.

فيلا شيكوريل

وبعيداً عن حكايات ” السايس العجوز ” .. تؤكد الفنانة يسرا هذه الأقاويل عندما سردت قصتها مع هذه الفيلا العجيبة فى لقاء تليفزيوني قديم وقالت : كنت معزومة فى فيلا صديقتي مها أبوعوف، وبعد أن تناولنا العشاء, امتدت بنا السهرة فأصرت مها على أن أكمل الليلة معها، وبالفعل قررت المبيت، وغيرت ملابسى ودخلنا معا إلى غرفة النوم، ووقتها مكثنا نتحدث حتى شعورنا بالرغبة فى النوم، وكانت الساعة قد تجاوزت الثالثة فجراً.

أطفأنا الأنوار وذهبنا للنوم، وفجأة بدأت أسمع صوت خطوات خارج الحجرة، أشبه ما تكون بخطوات جندي في عرض عسكري، أرهفت السمع، فتأكدت أن الصوت يقترب من حجرتنا، انتابني إحساس رهيب بالخوف، لأني كنت أعلم أنه لا أحد فى الفيلا سوانا، مددت يدي إلى سرير مها وأيقظتها، فاستيقظت مها بهدوء شديد، وظل هذا الهدوء يلازمها وأنا أحاورها وأنفاسي تتلاحق، ثم أجابتني: “ماتخافيش ده شبح ساكن الفيلا من زمان، وتعودنا عليه”.

وأكملت يسرا حديثها قائلة: “قفزت وصرخت فى صديقتي أعاتبها على الهدوء الذي تتحدث به، دون أن تقدر الرعب الذى يملؤني، وفوجئت بها تؤكد لي ماقالته، وأنهم اعتادوا وجود هذا الشبح الذي يتحرك فى الفيلا كلما خلد أصحابها إلى النوم، وبينما مها تتأهب لتروي لي التفاصيل لم أتمالك نفسي وقفزت من النافذة، حافية القدمين مسرعة إلى شقتي”.

عزت ابو عوف

أما الفنان الكبير عزت أبوعوف فأكد القصة ببساطة بقوله: نعم الفيلا كانت مسكونة، ولكن تعايشنا مع الأمر منذ سنوات طويلة، كنا صغاراً، وكنا نشعر بالخوف والهلع ونلتزم حجراتنا عندما نسمع كل ليلة صوت شخص يتجول ليلا، ولم يكن هناك بديل عن هذه الفيلا آنذاك، ولكني مع مرور الوقت قمت ببيعها بالفعل، وأصبحت الآن الملحق الاقتصادي لفرنسا.

إذا أعجبتك المقالة, يمكنك مشاركتها عبر صفحتك في مواقع التواصل الإجتماعي
تعليق واحد

اترك تعليقاً