عقدة أوديب – القصة وراء تسميتها بهذا الإسم

إذا أعجبتك المقالة, يمكنك مشاركتها عبر صفحتك في مواقع التواصل الإجتماعي

عقدة أوديب هو تعبير استخدمه سيجمان فرويد عالم النفس الشهير لوصف ذلك المرض النفسي الذي يقوم فيه الطفل بالتعلق بأمه بشكل مرضي, و فسر ذلك على أنها مجموعة من الأحاسيس الموجود في العقل الباطن للطفل تجاه أمه مما يجعله متمسكاً بها طوال الوقت و لا يستطيع التخلي عنها أبداً, و عندما نسأل من هو أوديب؟ ستكون الإجابه السريعه .. إنه ملك إغريقيى مجنون قتل أباه و تزوج أمه.

لكن القصة أو الأسطورة الإغريقية أبعد من هذا التعريف بكثير, فهي ليست أسطورة عادية, بل مأساة ويضرب بها المثل فى استحالة الهروب من القدر والنهاية المأساوية مهما حاولت.

القصة الحزينة ل أوديب

تبدأ أحداث القصة داخل قصر الملك لايوس وزوجته جوكوستا عندما أخبرته الملكة أنها حامل, وذلك بعد أن ظلا لفترة طويلة بدون إنجاب, فرح ملك طيبة بهذا الخبر السعيد وانتظر وصول المولود, وعندما ولدت جوكوستا طفلها أخذه الملك إلى معبد أبولو في دلفي لمعرفة مستقبل وطالع الطفل, حيث اشتهرت كاهنة المعبد بصدق نبؤتها, وعندما رأته الكاهنة أخبرت لايوس أن هذا الطفل ما هو إلا قاتل له وأنه سوف يتزوج من أمه جوكوستا, انزعج الملك من نبوءة العرافة وانطلق في طريقه حتى وجد راعيًا للأغنام.

طلب الملك من راعي الأغنام أن يتخلص من الطفل وأن يلقيه من فوق الجبل, ولكن الراعي لم يستطع ان يفعل ذلك مع الطفل المسكين, أما لايوس فقد اخبر زوجته أن الطفل مات, ذهب الراعي بالطفل وأعطاه لراعي آخر يتولى أمره, كان هذا الراعي هو راعي الملك بوليبوس الذي كان يعاني من عدم الإنجاب هو وزوجته ميلوب,، فوهب الراعي الطفل للملك بوليبوس و زوجته, فقاما بتربيته وأطلقوا عليه أسم أوديب.

كبر أوديب وصار شابًا قويًا, وذات يوم وبينما هو يمشي في الطريق قابله رجل مخمور وعايره بأنه لقيط, أسرع أوديب لأبيه وأمه اللذان أنكرا كلام الرجل, فأسرع أوديب إلى العرافة في معبد أبولو حتى يعرف منها طالعه, فأخبرته بأنه سوف يقتل أبيه ويتزوج من أمه،.

أسرع أوديب بمغادرة بلدته حتى يهرب من هذا المصير المشؤوم, وبينما هو في طريقه قابل رجل كبير في السن, فتعاركا حتى قتله أوديب ولم يكن هذا الرجل في الحقيقة سوى الملك لايوس (أبوه الحقيقي) قد ضل الطريق عن الحرس الخاص به, ولكن بالطبع لم يكن أوديب يعرفه أو حتى يعلم أن النبوءة تتحقق.

استمر أوديب في طريقه حتى استوقفه وحش أبو الهول الذي كان حارسًا على مدينة طيبة, إذ لا يستطيع أحد أن يدخلها إلا بعد أن يجيب على أحجيته, وإلا كان مصيره القتل والأكل, سأل أبو الهول أوديب من هو الذي يمشي على أربع عند الصباح واثنتان بعد الظهر وثلاثة عند المساء؟ فأجاب أوديب: الإنسان يحبو على أربع وهو طفل، ويمشي على قدمين وهو شاب، ويستخدم عصا تساعده على المشي في الشيخوخة, وهنا سمح الوحش أبو الهول لأوديب أن يدخل طيبة مرحبًا به.

كانت طيبة يسودها الهرج والمرج بعد اختفاء ملكهم لايوس, فقرروا أن أول من يدخل المدينة ويستطيع أن ينجو من الوحش أبو الهول هو من يستحق أن يكون ملكًا عليها, فكان أوديب أول من دخل طيبة, فزوجوه ملكتهم جوكوستا ونصبوه ملكًا عليهم.

عاش أوديب لفترة طويلة مع جوكوستا وأنجب منها أربعة أطفال, وبعد فترة حلت مجاعة شديدة على القرية, وعندما استدعى أوديب عرافة أبولو أخبرته بأن المدينة ملعونة, ولن تنفك عنها اللعنة إلا بالعثور على قاتل الملك لايوس, فأقسم أوديب على أن يجده ويقوم بفقأ عينه ويطرده من المدينة .. فقام أوديب باستدعاء عراف يدعى تريسياس حتى يخبره عن مكان قاتل الملك لايوس, إلا أن تريسياس أصر على عدم الكلام مع أوديب, وبعد مشادة كلامية طويلة اعترف تريسياس لأوديب بأنه هو من قتل لايوس أثناء مروره بالطريق,، فتذكر أوديب الرجل الذي قتله وحزن حزنًا شديداً, فقد شعر أنه السبب في هذه المجاعة.

بعدها بيومين وصل رسول لأوديب من مدينته وهو راعي الملك يخبره بموت أبيه الملك بوليبوس, حزن أوديب حزنا شديداً رغم فرحته بعدم تحقق النبوءه, و صار يبكي و يخبر زوجته بأنه نجح فى الهروب من القدر و انه لم يقتل أباه كما تنبأ العرافون, فأخبره الراعي أن الملك بوليبوس ليس أبوه الحقيقي, وأنه قد حصل عليه من راعي الملك لايوس الذي أخبره أنه يجب عليه قتله لكن الراعي لم يستطيع القيام بذلك.

وقعت الكلمات كالصاعقة على جوكوستا, فقد شعرت بالعار لأنها تزوجت من ابنها وأنجبت منه, فقامت على الفور ودخلت غرفتها وأغلقت الباب ثم شنقت نفسها .. كان أوديب يسمع كلمات الراعي وهو مذهول, فقد تحققت نبوءة العرافة, فهرع على الفور لغرفتها فوجدها قد ماتت, جلس أوديب بجانبها يبكي عليها ثم تذكر قسمه فأحضر دبوسًا من قميص أمه وقام بفقأ عينيه ثم خرج هائمًا على وجهها يمشي في الطريق بلا مرشد ولا صاحب.

وهاهي اسطورة و مأساة أوديب والتي تبين لنا عبثيه القدر و انه لا مهرب من المكتوب…

إذا أعجبتك المقالة, يمكنك مشاركتها عبر صفحتك في مواقع التواصل الإجتماعي
تعليق واحد

اترك تعليقاً