أخطار تحدي صورة الطفولة

تحدي صورة الطفولة أو Childhood Photo Challenge هو تحدي انطلق على منصات التواصل الإجتماعي, طبيعة التحدي هو مشاركة صورة في الطفولة بجانبها صورة الشخص الحالية, وللأسف تفاعل العديد من الناشطين مع هذا التريند من غير أي تفكير عن مخاطر محتملة أو تهديدات أمنية لهذا التحدي على المستخدمين في المستقبل.

قبل أن نبدأ بمخاطر هذا التحدي, يجب أولاً أن نستوعب النمط الجديد الذي يتجه إليه عالم التكنولوجيا في المستقبل, هذا النمط إسمه الويب الدلالي أو الويب التنبّؤي, وهذا النمط تستعد له الفيس بوك بالتحديد منذ سنين إذ كانت تأخذ إجابات مستخدميها من خلال الأسئلة والمسابقات التي كانت تطرحها, على سبيل المثال ما هو فيلمك المفضل؟ أكلتك المفضلة؟ طموحك المستقبلي؟ رأيك في هذا وذاك؟ الخ.. وغيره من الأسئلة والتطبيقات في نفس السياق التي تهدف لتجميع أكبر قدر من المعلومات عن مستخدميها لقواعد البيانات, استعداداً للبيئة الرقمية الجديدة والجيل الجديد من الانترنت.

ومن طرق جمع المعلومات أيضاً تحدي صورة الطفولة, اذ انتشر في نفس الوقت منذ فترة قريبة وهو وسيلة جديدة لجمع نمط معلوماتي جديد متعلق بالصور بكل بساطة, ويمكن أن يكون وسيلة جديدة لاختراق البيانات أيضاً.

تحدي صورة الطفولة ببساطة هو تدريب لخوارزميات معقدة لتطوير تقنيات التعرف على الوجوه, الأمر الذي فتح أبواب جديدة أمام اختراق من نوع جديد لبيانات الأشخاص, ولا يقتصر هذا الأمر على المستخدمين النشطين الذين يتفاعلون مع هذا التحدي, لكن لأي شخص رفع صوره في فترات زمنية متفاوتة.. خطورة الموضوع هو أن فيس بوك سيمتلك فعلياً ملايين الملفات لصور المستخدمين على مدار السنين, بالإضافة للبيانات الشخصية التي يمتلكها بالفعل.

باختصار, التحدي عبارة عن تدريب لخوارزمية التعرف على الوجوه, وخصائصها التي ترتبط بعمر المستخدم ونمط حياته, وبصورة أكثر دقة ستتمكن الخوارزمية من التعرف على طبيعة التغيرات التي تطرأ على الوجوه مع التقدم بالعمر, والتي بدورها ستفيد في التنبؤ والتطور في المستقبل إذ كما ذكرنا ستفيد في تقنية الويب التنبؤي ويغذي منظومة ذكاء اصطناعي مرتبطة بال Face Recognition.

ونظام التعرف على الوجه باختصار هي تقنية قادرة وبشكل تلقائي على تحديد أو التحقق من شخص موجود في صورة رقمية أو إطار فيديو مأخوذ من مقطع فيديو, وفي العديد من الطرق التي تعمل بها أنظمة التعرف على الوجه، ولكنها بشكل عام تعمل على مقارنة ملامح الوجه المختارة في صورة معينة مع الوجوه المخزنة داخل قاعدة بيانات… وهذا يمكن بكل بساطة استخدامه في الشؤون الأمنية والمخباراتيه.. وغيره من مجالات كثيرة.

مالفائدة من هذه التقنية في وسائل التواصل الاجتماعي؟

التطور فى القدرة على التنبؤ بالتغيرات في صور الناس يتيح لشبكات التواصل الاجتماعي مجموعة واسعة من البيانات التي من الممكن أن تهدد خصوصية المستخدمين, وتساعد هذه الشبكات على تجميع أكبر قدر من المعلومات عن المستخدمين وكيفية تطور تفكيرهم واهتماماتهم وشكلهم, مم يساعد في بيع البيانات وفقا لطبيعة التطورالخاص بك … والأكثر خطورة أنه يساعد أنظمة البيانات المتقدمة في التنبؤ بطبيعة المستقبل البشري بصورة كبيرة., مما يهدد مستقبل البشرية على المدى البعيد.

من المؤسف أننا ننساق وراء التريند من غير أي تفكير بالعواقب, إذ يجب التعامل مع مواقع التواصل بحذر وعدم مشاركة معلومات شخصية أو صور متعددة على مدار سنين, من الواجب أخذ الحيطة والحذر من التحديات التي وراءها أهداف خفية من الممكن أن تهدد خصوصيتنا على المدى البعيد.