الأهرامات الجزائرية – حضارة ضائعة

أهرامات شُيّدت بنفس توقيت تشييد اهرامات “مصر” بل بعضها اقدم منها بفترة قصيرة في دولة ليست ببعيدة عنها، فهل هي صدفة ام هناك تفسير او دلائل لترابطهما؟

سنأخذكم إلى أرض الجزائر, فبها تتوزع أهرامات كثيرة وفريدة من نوعها من حيث التصميم والهندسة والفترة الزمنية, حيث يصل عدد الأهرامات الجزائرية إلى مائة موزعة على عدة محافظات من شمال البلاد إلى أقصى الجنوب, ولا تزال تحتفظ بأسرار كثيرة لم يكتشفها الباحثون إلى اليوم, والثوابت الوحيدة هي أن هذه الآثار الثلاثة عشر للحجارة مربعة القاعدة وذات الارتفاع الهرمي الفريدة, كانت مباني جنائزية تقع بالقرب من تيارت، وكما رجّح البعض ان بعضها ارصاد فلكية.

يوجد ثلاثة عشر هرما تسمى الجدار بتيارت, ويوجد أكثر من مئة هرم في الجزائر تشبه كثيراً أهرامات الجيزة المصرية مع اختلاف في التصميم, فالأهرامات المصرية ذات قواعد مربعة بينما معظم أهرامات الجزائر لها قواعد مستطيلة .. تتباين آراء الباحثين بشأن هذه الأهرامات والشخصيات التي دفنت فيها… أمر سيعكف عليه علماء الآثار في مقبل الأيام للكشف عن أسرارها.

ومن آثار ومعالم أولئك الملوك الأمازيغ, أهرام الجدار العجيبة التي تخفي أسرارا ورموزا كثيرة, لم يتوصل بعد الباحثون والمنقبون المحليون والأجانب إلى تبيانها وحل أسرارها وألغازها, على الرغم من أنها أبهرت الكثير من علماء الآثار والمستكشفين, ويرجّح أنها بُنيت في الفترة ذاتها التي شهدت تشييد أهرام مصر بالجيزة.

اما النوع الآخر فهو أهرام «فرندة» وتبدو كآثار جنائزية وأضرحة لملوك عظماء حكموا الممالك الأمازيغية قبل تأسيس نوميديا من طرف ماسينيسا, وتتواجدعلى بعد 30 كلم من مدينة تيارت.

وأكثر الأهرام الجزائرية عراقة هي المغارات الخمس وهناك أهرامات أخرى كالهرم النوميدي «إمدغاسن» الموجود ببلدية “بوميا” ويعود بناؤه إلى القرن الثالث قبل الميلاد وغيرها من الأنواع الأخرى, أما التي شُيّدت مع زمن تشييد اهرامات مصر، فهي تعرف بـ “شرشال”، وتبعد 100 كيلومتر عن الجزائر العاصمة.

ويعود السرّ في أهرامات الجزائر في طريقة بنائها, فهي مخالفة لأهرامات مصر إذ تنتهي أهرامات الجزائر في الأعلى بقبب وليس كنظيراتها المصرية التي تنتهي بسهام, وتشترك الأهرامات في الجزائر وغيرها في كونها أقوى الأشكال التي تمتص الطاقة, كما انها اكبر حجما من اهرام مصر واقدم منها بفترة قصيرة.

يؤكد البحث أن الأهرام الجزائرية تضم أسراراً لا تقل غموضاً عن نظيرتها المصرية, ويتحدث عن كونها “تمتص الطاقة الكونية القادمة من النجوم والمجرات, وأنها شيدت بالاعتماد على مواقعها”, كما يؤكد أن تشييد الهرم الجزائري “يمتص الطاقة السلبية ويولّد شعوراً بالراحة عند دخوله”.

أما ان كنا نبحث عن تفسير تشييدهما في نفس الوقت فلا يوجد تفسير حتى الآن, فإن قلنا امتداد فلماذا غير موجودة بـ تونس وليبيا, بل هناك فراغين وهو: الفجوة في غياب هذه الأهرامات في هذه الدول التي تفصل البلدين عن بعضهما, وعدم تفاوت زمني بينهما.

لن نعرف كل هذا لفشل العلماء في فكّ رموز اهرامات الجزائر المنقوشة على صخورها, رموز لا تزال مُبهمة بل اكثرها تدمّر على مرّ التاريخ في حروب حسب ما استخلصه الباحثون ولم تسلم الا هذه الأهرام, الأسوأ هو نهبها من طرف المستعمر الفرنسي الذي كان يعتقد انها تفيض ذهبا, ولم يحافظ على ما كان فيها مثلما فعل بـ هرم تينهينان “ام الطوارق” حين دمره ليستخرج ما بداخله, فلم يهتموا بالعلم أو التاريخ بل بنهب كنوزه, واستمر مسلسل التنقيب الغير القانوني زمن الإستقلال, والله اعلم ما وجدوه وما قاموا ببيعه في سوق يدفن ما تبقى من هذه الحضارة.