غموض – لغز الجزر التي تظهر وتختفي بلا أثر

إذا أعجبتك المقالة, يمكنك مشاركتها عبر صفحتك في مواقع التواصل الإجتماعي

لطالما كانت محيطات العالم منبعاً لظواهر وألغاز مجهولة وغير محدودة, إحدى أشهر تلك الظواهر الغامضة هي عادة البحار في ابتلاع الناس والأشياء بدون أثر, فلطالما فاض التاريخ بحكايات عن السفن والطائرات والغواصات والسباحين الذين غمرتهم امواج ذالك العالم الضخم دون معرفة ما حدث لهم, ولكن بالنظر إلى تلك الغرابة التي تتسم بها معظم تلك الحالات غير المبررة, فإن إحدى الظواهر الأغرب التي حيرت معظم البحّارة والمسافرين على مر الزمان, كانت تلك الجزر الوهمية التي كانت تظهر ومن ثم تختفي من على وجه الأرض ثم تعاود الظهور وتتلاشى بعدها أيضاً ببساطة كما ظهرت !

لقد حيرت تلك الظاهرة البحّارة لقرون عدة, مما أثار  خيال الناس فانتشرت بينهم الأساطير لتصبح تلك الظاهرة واحدة من أكثر الألغاز غرابة في محيطات العالم.

سبب اختفاء الجزر في البحار والمحيطات

كان هناك الكثير من النظريات المطروحة حول السبب في تلك الظاهرة, وإحدى تلك النظريات هو وجود خطأ ببساطة أثناء تحديد ماهية شيء ما في البحر, أو رسمها تبعاً لإحدثيات خاطئة دون مراجعة أو تصحيح من الرحلات التالية.

نظريات أخرى تقترح أن ما نراه كجزيرة ما هو إلى نتاج لنوع من الوهم البصري أو السراب المسمى ” Fata Morgana  ” حيث يحدث تشوه في شكل الأجسام البعيدة مثل القوارب والسواحل والشعاب المرجانية, بحيث يصعب تمييزها بسبب انكسار الضوء عند مروره في طبقات هواء مختلفة الحرارة, لدرجة أنه يتعذر التعرف على تلك الأجسام فتبدو إما أقرب أو أكبر بكثر مما هي عليه بالفعل.

نظريات أخرى تعتقد في فكرة وجود تلك الجزر بالفعل, ولكن غمرتها الفيضانات أو اختفت بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر أو النشاط التكتوني أو بعض الكوارث .. أما الأفكار الأكثر بعداً والأقل ترجيحاً التي تفسر تلك الظاهرة, فترى أن تلك الجزر تم تدميرها عن قصد لبعض الأهداف الشائنة, أو أن الجزر قد عبرت إلى عالمنا من أكوان موازية عن طريق الثقوب السوداء القريبة, أو أن الكائنات الفضائية قد أخفت الجزر لتستخدمها كقاعدة لها أو حتى قاموا بنقلها بعيداً لأغراض معينة لا يمكننا فهمها.

ونظراً لأن التاريخ مليء بعدد كبير من تلك التقارير حول الجزر الوهمية التي اختفت بجميع أشكالها وأحجامها من جميع أنحاء العالم, فمن المحتمل عدم وجود تفسير علمي واحد لكل تلك الحالات الغامضة, بل ربما يكون هناك مزيج من العديد من تلك التفسيرات, لذا يبدو أننا لن نتمكن أبداً من حل هذه الألغاز, ولكن في مكان ما هناك بين تلك الأمواج قد تكمن الإجابة التي نسعى إليها.

أهم الجزر التي لم يعثر على أثر لها

1. جزيرة برميجا في خليج المكسيك

جزيرة برميجا

واحدة من أكثر الحالات غرابة هي جزيرة متلاشية غامضة تقع في بقعة صغيرة غير مأهولة من الأرض, ويُقال أنها كانت موجودة في خليج المكسيك قبالة الساحل الشمالي لشبه جزيرة يوكتان في المكسيك, ويُطلق عليها اسم برميجا Bermeja كما ذُكر لأول مرة في قائمة جزر ” ألونسو دي سانتا كروز ”  التي نُشرت عام 1539 .

تم العثور على جزيرة برميجا في وقت لاحق على الخرائط من قِبل رسامي الخرائط والمستكشفين الإسبان خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر, وحتى ذلك الوقت لم يكن هناك شيء غريب في ذلك, ففي الواقع كانت الجزيرة معروفة للبحارة الذين يمرون بها في كثير من الأحيان, لذلك لم يكن هناك سبب كبير يدعو للشك في وجودها هناك.

كما استخدمت المكسيك جزيرة برميجا في السبعينيات كمعلم حددت به منطقتها الاقتصادية التي تبلغ مساحتها 200 ميل بحري, والتي لم تشمل فقط مياه صيد ولكن ضمت احتياطات نفطية رئيسية, ولكن بحلول اواخر القرن السابع عشر وأوئل القرن الثامن عشر قلّ ذكر جزيرة برميخا في السجلات البحرية, ولكن ظهرت الجزيرة مرة أخرى على الخرائط عام 1857 , وكانت كعلامة مميزة في الخرائط الموثوقة لعدة قرون, كما تم ذكرها بانتظام في كتب المكتبات على الجزر المكسيكية.

بدأت الأمور تتخذ شكلاًغريباً عندما لاحظت دراسة أُجريت عام 1997 في تلك المنطقة, أنه لا يوجد شيء في هذا المكان سوى المياه المفتوحة – حيث قيل أن جزيرة برميجا كانت موجودة لفترة طويلة, وقد أجرت الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك (UNAM) ثلاث عمليات بحث إضافية في عام 2009 بمساعدة مجلس النواب المكسيكي  وذلك باستخدام القوارب والأقمار الصناعية وعمليات البحث بالطائرات والمروحيات, ولكن تلك الحملات فشلت أيضاً في العثور على أي علامة تدل على وجود الجزيرة.

أمر اختفاء جزيرة برميجا حيّر كل من الحكومة والشعب المكسيكي على حد سواء, وهدد وضع المكسيك الاقتصادي, ظهرت العديد من النظريات التي حاولت تفسير سبب اختفاء الجزيرة, واحدة من النظريات تقترح أن ارتفاع مستويات البحار, أو تأثيرات النشاط التكتوني جعل الجزيرة تختفي تحت الأمواج.

وهناك نظرية أخرى مفادها أن رساميّ الخرائط الذين كانوا يرسمون خريطة الجزيرة قد أخطأوا في موقعها, أو حتى تعمدوا ذلك الخطأ لغرض سياسي, ولكن هذا لا يفسر وجود العديد من الوثائق التي جاءت من مصادر بعيدة والتي تعطي أوصافاً دقيقة وملموسة لموقع جزيرة بيرميجا, وبالإضافة إلى تلك الوثائق توجد العديد من الخرائط التي رسمتها العديد من الدول, بما في ذلك الولايات المتحدة, والتي تبين بوضوح أن تلك الجزيرة كانت بحق في نفس المكان الذي كان من المفترض أن تكون فيه الآن.

إحدى نظريات المؤامرة والتي ربما تكون بعيدة كل البعد عن الحقيقة, تفيد بأن وكالة المخابرات المركزية CIA قامت بتدمير الجزيرة من أجل التصدي لمطالبات المكسيك بحقوقها في احتياطات النفط في الخليج, وزيادة سيادتها على النفط في المنطقة وتوسيع المنطقة الإقتصادية للولايات المتحدة, وعلى الرغم من ذلك مازالت المكسيك تواصل جهودها في البحث عن موقع جزيرة بارميجا المفقودة.

2. جزيرة أنتيليا المفقودة

جزيرة أنتيليا

من المؤكد أن برميجا ليست الجزيرة الوحيدة التي اختفت بدون أي أثر على الرغم من أنها أثارت حيرة البحّارة لقرون عدة, إلا أن إحدى الروايات الأقدم تحدثت عن جزيرة أخرى اختفت بشكل غامض سُميت بجزيرة ” أنتيليا المفقودة ” Antillia والتي تم وصفها لأول مرة في عام 714 في القرن الخامس عشر, خلال فترة الفتح الإسلامي لهسبانيا وشبه الجزيرة الإيبيرية, حيث يُقال أن مجموعة من الأساقفة المسيحيين قد هربوا إلى البحر في ذلك الوقت وأبحروا نحو الأفق دون توقف حتى وصلوا إلى أرض مباركة أطلقوا عليها اسم ” جزر الأنتيل ” والمعروفة أيضاً باسم ” جزيرة المدن السبع ” وتم وصفها كجنة على الأرض.

ظهرت أنتيليا لاحقاً على الخرائط حتى القرن الخامس عشر الميلادي, وكان موقعها في منتصف المحيط الأطلسي, ولكن عند اكتشاف المزيد عن تلك المنطقة لم تظهر أي إشارة تدل على وجود جزر الأنتيل في تلك المنطقة, وحينها بدأت تتلاشى من السجلات البحرية.

يُقال أن رجلاً زعم أنه أقام لفترة طويلة على جزيرة أنتيليا المفقودة, وقد زود كريستروفر كلومبوس بمعلومات عن تلك الجزيرة قبل القيام برحلته الشهيرة, وكُتبت تلك القصة في سجلات المؤرخ الأسباني  بيتر مارتيني أنجييرا، بعنوان De Orbe Novo.

في الآونة الأخيرة, أصبح هناك اعتقاد بأن جزيرة أنتيليا الأسطورية ما هي إلا منطقة ساحل كوبا, وقد أخطأ البحّارة في تحديد موقعها بالضبط.

3. جزيرة “Buss”

جزيرة buss

بدأت قصة الجزيرة عندما أبحر القبطان ” جيمس نيوتن ” سعياً لرسم ممر بحري في الشمال الغربي من أوروبا إلى آسيا على متن السفينة إيمانويل, حتى صادف جزيرة غريبة وصفها بإنها جزيرة مليئة بالغابات الكثيفة التي تعج بالحياة , وتمت تسميتها باسم ”  Buss ” تبعاً لنوع السفينة التي عثرت عليها.

ومنذ ذلك الوقت وُضعت  Buss على الخرائط, ولكن العديد من البعثات التالية فشلت في العثور على أي أثر للجزيرة, واستمر الحال هكذا حتى عام 1671 عندما تمكن البريطاني ” توماس شيبارد ” من شركة خليج هدسون من العثور على الجزيرة والهبوط على أرضها, والمغامرة في ذلك العالم المفقود, فكتب عن طبيعتها ونقاءها وعن النباتات والحيوانات الوفيرة التي كانت تسكنها, ورحل عنها عازماً على العودة إليها يوماً ما, وبالفعل بعد عدة سنوات عندما حاول ” شيبارد ” العودة إلى جزيرته الغامضة, كانت متلاشية كالخيال, لم يجدها كما لو أنها لم تكن موجودة على الإطلاق !

لم تتمكن أي حملات أخرى من العثور على جزيرة  Buss , ومن ثمّ تم إزالتها تدريجياً من الخرائط, وأضحت إحدى تلك الحالات الغامضة التي تجود بها حكايات البحار, بينما فسّر البعض اختفاء الجزيرة في ذلك الوقت بأنها غرقت في أعماق البحر لسبب مجهول.

4. جزيرة سارة آن

جزيرة سارة آن

في عام 1858 , تم اكتشاف جزيرة بالقرب من جزيرة إيستر الشهيرة, وطالبت بها شركة جوانو الأمريكية التي أطلقت على الجزيرة اسم ” جزيرة سارة آن ” Sarah Ann.

وفي ثلاثينيات القرن الماضي لاحظ علماء الفلك أن الجزيرة تقع على خط الكسوف الكلي المقرر حدوثه في 8 يونيو عام 1937 , وقرر العديد من العلماء أن الجزيرة موقع مثالي لإنشاء مرصد لمشاهدة هذا الحدث الهام, وبالفعل تم ارسال رحلة استكشافية من قِبل أسطول المحيط الهادي للولايات المتحدة الأمريكية للهبوط على الجزيرة ومعاينتها لإقامة المرصد الفلكي, ولكن عندما وصلت البعثة لم تجد أي جزيرة .. اختفت ببساطة, كما لم يظهر المسح الشامل أي أثر لها.

في نهاية الأمر تم إنشاء المرصد الفلكي في جزر كانتون وإنديربري القريبة, وفي غضون ذلك تمت إزالة جزيرة ” سارة آن ” بهدوء من الخرائط البحرية الرسمية .. إن حالة جزيرة ” سارة آن ” غريبة بحق, فقد اكتشفتها شركة شهيرة, قامت بمسحها واعتزمت تطويرها بالكامل لأسباب اقتصادية بموجب قانون جزر جوانو, لذلك لم يكن لديهم سبب بسيط حتى لتلفيق ذلك المكان وإدعاء وجوده, وبقى السؤال الذي حيّر الجميع .. أين ذهبت جزيرة ” سارة آن ” ؟

5. جزيرة المحيط المتجمد الشمالي

جزيرة المحيط المتجمد الشمالي

في منطقة أخرى من العالم, شهد القرن التاسع عشر قصة جزيرة أخرى اختفت بلا أثر, يُعتقد أنها كانت تقع في المحيط المتجمد الشمالي  قُبالة ساحل سيبيريا المتجمد, حيث شوهدت الجزيرة الغامضة وتم رسمها من قِبل المستكشفين في الأعوام 1811 و 1896 و 1893.

فيما بعد أصبحت الجزيرة أسطورة تقريباً في القرن التاسع عشر, حيث بُذلت العديد من محاولات الوصول لتلك الأرض الجديدة الغريبة ولكن بلا جدوى, كان أبرزها رحلة استكشافية قام بها المستكشف البلطيقي الألماني ” بارون إدوارد تول ” في عام 1901 حيث شاهد الجزيرة بعيدة المنال بعينيه من قبل في عام 1886 , وعاد مرة أخرى لزيارتها, وأُطلق على تلك البعثة ” البعثة القطبية الروسية ” حيث انطلق  ” بارون تول ” وسفينته Zarya , في مهمة لتحديد موقع منطقة ساننيكوف لاند بشكل نهائي.

عبرت البعثة ” بحر لابتيف ”  الجليدي الكئيب, وسرعان ما وجد أفراد الطاقم أنفسهم محاصرين وسط قطع سميكة من الجليد العائم بالقرب من جزر سيبيريا الجديدة, ولم يتمكنوا من الإستمرار في المهمة فغادر ” تول ” وثلاثة أفراد من البعثة سفينتهم السجينة وسط الجليد, وتحركوا مشياً على الأقدام بحثاً عن تلك الجزيرة المراوغة حيث اختفوا تماماً من على وجه الأرض, ولم يتمكن أحد من العثور عليهم او رؤيتهم مرة أخرى ! .. نظراً لتلك الأحداث استولت الجزيرة الأسطورية على المخيلة الشعبية لسنوات عدة, وبمرور الوقت اكتسبت مكانة أسطورية كبيرة.

عندما مرت كاسحة الجليد سادكو عبر المنطقة في رحلة استكشافية في عام 1937 , لم تتمكن من العثور على أي أثر للجزيرة, فتضاربت الأقوال حول إمكانية وجود الجزيرة بالفعل ولكنها غارقة بسبب التآكل الساحلي, مما جعلها مياه ضحلة رملية تحت الماء, ولكن ربما لن نعرف أبداً حقيقة هذه الأرض الضائعة.

6. جزيرة ساكسبرج

جزيرة ساكسبرج

جزيرة أخرى بدا أنها اختفت من الوجود سماها المستكشفون باسم ” جزيرة ساكسبرج ” Saxemberg , والتي غالباً ما تم رسمها في خرائط جنوب المحيط الأطلسي بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر, اكتشفها لأول مرة المستكشف الهولندي ” جون لينديست ليندمان ” عام 1670 , وقد وصف الجزيرة بأنها أرض منخفضة تقع تحت مستوى سطح الماء, ويميزها قمة جبل مدببة بارزة في وسطها,, وقام ” ليندمان ” بصنع اسكتشات للجزيرة كما يفعل المستكشفون الآخرون, وإحدى تلك الرسومات ضمت السمات الأساسية للجزيرة كأشكال الأشجار المختلفة والحياة النباتية الفريدة, ومع ذلك فإن العديد من الرحلات الاستكشافية التالية التي أبحرت إلى موقع الجزيرة لم تجدها أبداً.

في عام 1804 ظهرت جزيرة ساكسبرج مرة أخرى في سجلات موثوقة عندما ادعى طاقم مركب شراعي أمريكي رؤيتهم للجزيرة بوضوح طوال 4 ساعات كاملة, وصفها قبطان المركب ” غالاوي ” بإنها جزيرة ذات أشجار وقمة جبلية في المنتصف كما تم وصفها من قبل.

تم مشاهدة الجزيرة مرة أخرى عام 1809 من قِبل النقيب  لونغ من كولومبوس, الذي وصفها أيضاً بنفس المواصفات السابقة .. وفي عام 1816 , تمت رؤية الجزيرة مرة أخرى من قِبل طاقم سفينة “ترو بريتون ” الذي راقب الجزيرة لـ 6 ساعات, وذكر أفراد الطاقم أيضاً الجزيرة بغاباتها المميزة وقمتها الجبلية, ومع ذلك لم يتم العثور على تلك الجزيرة المراوغة مرة أخرى من قِبل الرحلات الاستكشافية التي أبحرت إلى المنطقة في عامي 1821 و1824 , على الرغم من مشاهدة الجزيرة من قِبل المستكشفين دون محاولة الهبوط على أرضها.

في السنوات اللاحقة, انحسرت التقارير عن جزيرة ساكسبرج وتم اعتبارها مجرد وهم أو سراب, وتم محوها تدريجياً من الخرائط البحرية نظراً لأن وجودها غير مؤكد.

7. جزيرة الزمرد

جزيرة الزمرد

بالإضافة إلى ما سبق, فهناك روايات مشهورة لجزيرة أخرى تتلاشى في العدم أمام اعين البحّارة, تُسمى ” جزيرة الزمرد ” Emerald Island الواقعة في جنوب جزيرة ماكواري بين نيوزلندا وأنتاركتيكا, حيث تم الإبلاغ عن الجزيرة لأول مرة في عام 1820 عندما اكتشف القبطان البريطاني ” ويليان إليوت ” وطاقمه على متن سفينتهم ” إميرالد أو الزمرد ” جزيرة مجهولة جنوب جزيرة ماكواري.

زعم طاقم السفينة أن الجزيرة كانت جبلية وعرة, لديها منحدرات وقمم مرتفعة, وأطلقوا عليها اسم ” جزيرة الزمرد ” كإسم سفينتهم, وعندما حاولات الرحلات التالية معاينة الجزيرة في أربيعينيات القرن التاسع عشر, لم يعثروا على مثل هذه الكتلة البرية في المنطقة المشار إليها, ثم في تسعينيات القرن التاسع عشر عثرت سفينة نيوزيلندية على الجزيرة المفقودة مرة أخرى, واصفة إياها بنفس الطريقة التي وُصفت بها أول مرة.

تبع ذلك عدة رحلات استكشافية أطلقها الكابتن ” جون كينج ديفيس ” في عام 1909 تسير على نفس الإحداثيات التي وصفتها السفينة النيوزيلندية, ومع ذلك لم تجد تلك البعثات أي أثر للجزيرة الجبلية الكبيرة المزعومة, وعلى الرغم من التقارير المتناقضة بشكل محير عن وجود جزيرة في تلك المنطقة إلا أن جزيرة الزمرد ظلت تظهر على الخرائط حتى أواخر الثمانينات.

8. جزيرة ساندي

جزيرة ساندي

لغز آخر عن جزيرة تُعرف بجزيرة ” ساندي ” والتي من المفترض أن تكون موجودة بالقرب من جزر تشيسترفيلد، بين أستراليا وكاليدونيا الجديدة في جنوب المحيط الهادئ, لم تكن تلك الجزيرة قطعة صغيرة من الأرض ولكن بلغ طولها حوالي 15 ميلاً, وعرضها 3 أميال, وتغطي مساحة قدرها 45 ميلاً مربعاً, أي حوالي ضعف مساحة جزيرة مانهاتن ونصفها.

كانت جزيرة ساندي تظهر بشكل طبيعي على الخرائط والأطالس, وكان أول من ذكر الجزيرة المستكشف البريطاني الكابتن ” جيمس كوك ” الذي  مر بها في عام 1772 , وكتب عنها في مجلته.

أول اكتشاف رسمي لجزيرة ساندي كان في عام 1792 , عندما شاهدها الملاح الفرنسي ” جوزيف دي بروني دي إنتريكاستو ” , كما تمت مشاهدة الجزيرة بشكل متقطع على مدار القرنين الثامن عشر والتاسع عشر, وأحياناً تكون السفن التي تمر بالجزيرة قريبة بما يكفي لوصف الغطاء النباتي والسواحل والتضاريس الخاصة بها, لذا بدأت تظهر إحداثيات الجزيرة بانتظام على الخرائط والمخططات الملاحية خصوصاً بعدما تم وصفها وتعيينها بشكل خاص من قِبل طاقم سفينة صيد الحيتان البريطانية Velocity في عام 1876 , والذي وصف الصخور والشواطيء الرملية.

إذا أعجبتك المقالة, يمكنك مشاركتها عبر صفحتك في مواقع التواصل الإجتماعي
تعليق واحد

اترك تعليقاً