الثنائي المتوحش: روز ماري وفريد ويست

إذا أعجبتك المقالة, يمكنك مشاركتها عبر صفحتك في مواقع التواصل الإجتماعي

في منتصف التسعينيات من القرن الماضي تمكنت الشرطة البريطانية من كشف ملابسات ابشع سلسلة جرائم ارتكبت في بريطانيا بالعصر الحديث, بل قد تكون الاكثر قذارة ووحشية في تأريخ البشرية!

انها سلسلة الجرائم البشعة التي قام بإرتكابها الزوجان روز ماري وفريد ويست حيث قاما وعلى مدار عدة سنوات بإختطاف مجموعة من الفتيات واغتصابهن ثم قتلهن وإخفاء جثثهن تحت ارضية منزلهما, والاكثر بشاعة هو قيام الأب بإغتصاب عدد من بناته وقتل واحدة منهن!

كل ذلك لم يكن كافيا للزوجين لتسجيل اسمهما كأكثر زوجين شرا في العالم, فقد عملا على تأسيس وكر للدعارة في منزلهما حيث كانت روز ماري هي التي تقوم على تقديم الخدمة للزبائن وفي الغالب كان زوجها يقوم بتصويرها معهم لجلب المزيد من الزبائن! ولم يكن لديه مشكلة في إنجابها لثلاثة اطفال من رجال غيره!

فريد ويست: البدايات من طفل عادي الى مختل يغتصب القاصرات

مجلد - الثنائي المتوحش

ولد فريدريك ويست عام 1941 في احدى بلدات مقاطعة هيرفورد شاير البريطانية, كان والده عامل زراعي فقير وكان له خمسة أخوة ولم يثبت أنه تعرض لمعاملة سيئة أو اعتداء مهما كان نوعه أثناء طفولته, لكن في سن المراهقة تعرض لضربه قاسية أثرت على دماغه وافقدته توازنه المعهود فصارت تصرفاته اكثر عدوانية وخاصة تجاه الفتيات وقد يكون السبب هو ان من تسبب له بهذا الحادث هو فتاة!

وهذا أجج خلافات كبيرة مع والديه وجعله يبتعد كثيرا عن العائلة, فيما بعد ادعى أن ان خلافه مع والده كان بسبب انه رآه يغتصب اخواته عدة مرات ولكن ليس هناك ما يثبت صحة كلامه ويعتقد ان اعترافاته كانت مجرد اوهام من نسج خياله وهناك من يعتقد انه قال ذلك ليبرر تصرفاته الغير أخلاقية مع بناته.

فريد الذي صار وحيدا لم يجد حرجا في اغتصاب فتاة قاصر او اقامة علاقة مع عدة فتيات اخريات لم يصلن لسن البلوغ كما لم يجد حرجا في السرقة, ببساطة صار مثالا للشخص المنحرف الذي لن تقبل به سوى بائعة الهوى!

زواجه الأول وجريمته الاولى

مجلد - الثنائي المتوحش

رينا هي لصة محترفة وبائعة هوى تعرف عليها فريد في العشرين من عمره وتزوجا بعد فترة قصيرة, لكن سرعان ما اصبح زواجهما عبارة عن علاقة تجارية يقوم على توفير فريد غطاء لعمل رينا في الدعارة بينما يتقاسمان الارباح من زبائنها, ولم يكن عنده مانع في ان تحمل رينا من اي شخص تريد بل ان احد اهم اسباب المشاكل بينهما هو اصراره على مراقبتها اثناء اقامتها علاقات حميمية مع زبائنها!

لكن يبدو ان خوفه من معرفة عائلته بعمل رينا وحملها من رجل اسيوي جعله يقرر الانتقال الى اسكتلندا وهناك انجبت رينا طفلتين الاولى شارمين التي كان واضحا انها ليست من صلبه والثانية آن ماري التي كانت الاقرب لأن تكون ابنته, لم يدم مكوثهما في اسكتلندا لأنه قام بدهس طفل بسيارته وقتله وهو ما جعله يفر عائدا الى بريطانيا, وفي هذه المرحلة تفاقمت المشاكل بينه وبين زوجته وذلك لإظهاره سلوكا شاذا وغير سوي فقد كان يرغب في مراقبتها اثناء القيام بعملها كعاهرة, وكان يرغب في ممارسات سادية كانت تؤذيها جسديا لذلك انفصلت عنه وتركت ورائها طفلتيها حيث استعان بمربية اطفال لكنها سرعان ما اختفت! ويعتقد انه قتلها بعد ان حملت منه وبذلك تكون هذه اولى جرائمه!

بدايات روز ماري تجعلها افضل شريكة لفريد ويست التي ولدت في عام 1953 عاشت في بيت يحكمه والدها المصاب بالشيزوفرانيا (انفصام الشخصية) ومجنون الى ابعد حد, فقد قام بتطبيق اقسى معايير الحرمان عليهم ولم يسمح لهم بمخالطة الناس والتحدث اثناء حضوره, وفي سن المراهقة هربت روز ماري مع امها وتحررت من والدها لتنطلق في عالم الخمور بكل ما اوتيت من قوة, واصبحت ابرز رواد الحانات والنوادي الليلية ويقال انها عملت في الدعارة قبل لقائها بفريد كما انها صرحت عن أقامتها علاقة حميمية مع والدها بإرادتها!

عام 1968 كان العام الذي ظهر فيه اكثر بيت شرا في بريطانيا! ففي هذا العام إلتقى فريد بروز ماري وسريعا حملت منه لتضع مولودتها الاولى (هيثر) ليكون ذلك دافعا لزواجهما والانتقال للعيش في مدينة غلوستر التي ستشهد على ابشع الجرائم التي عرفها التأريخ في العقدين القادمين!

روز التي بقيت وحيدة مع ابنتها هيثر وبنات فريد من زوجته الاولى لم تتقبل فكرة خدمة بنات بسن بناتها فقامت بتعذيبهن شر تعذيب ولما لم تجد وسيلة لإخضاع البنت الكبرى العنيدة (شارمين) قامت بقتلها قبيل اطلاق سراح فريد بأيام, ويبدون معرفته بأن شارمين ليست من صلبه جعلته يتقبل الموضوع بل قام بإخفاء جثتها بنفسه!!! وما هي الا عدة اشهر حتى قاما بالتخلص من زوجته الاولى رينا بعد الحاحها على رؤية ابنتها الكبيرة (شارمين)

لم يكن قتل زوجته وابنته هي اكثر الجرائم بشاعة, بل ما هو اكثر بشاعة حين قرر اغتصاب ابنته الاخرى آن ماري وتقديمها لمجموعة من الاصدقاء ليقوموا بإغتصابها أمام ناظريه هو وزوجته روز! ولم تكن هي وحدها ضحية هذه الجرائم الشنيعة فقد اصبح لهما هوس بممارسة اكثر الطرق سادية وشذوذا مع اي فتاة يتمكنان من اصطحابها الي منزلهما, وفي النهاية لاقت كل الفتيات اللواتي وصلن الى هذا المنزل المتخم بالشر المصير ذاته الاغتصاب ثم الموت.

كل بنات فريد كن مجرد دمى لقضاء حاجته وحتى مع تأكده انهن من صلبه فهو كان يعرف من كانت ابنته الحقيقية ومن كانت ابنة احدى زبائن روز ماري الذي كان اغلبهم من ذوي البشرة الداكنة, فمثلا لم تكن ابنته واول ابنة لزوجته روز ماري (هيثر) بمأمن من الاغتصاب وحتى القتل لمجرد شكهم بأنها ستشي بهم للجيران او الشرطة, كما اغتصب اختها الصغرى وتحرش بالبقيات ممن كن في سن مبكرة!

القبض على الثنائي المجرم

مجلد - الثنائي المتوحش

ميا البنت الثانية له من روز بعد هيثر هي من وضعت حدا لهذا الجنون الشاذ الذي لا يوصف, فقد اشتكت الى بعض زميلاتها من سلوك والديها تجاهها وعلى الفور قامت تلك الفتاة بإبلاغ الشرطة لتفتح تحقيقا مع والديها الذين عرفوا بأبشع الجرائم بالتاريخ وايضا لتضع حدا لما اصبح يعرف بماخور السحر الاسود الذي أسسه اخطر وابشع زوجين في بريطانيا!

تم اعتقال فريد وروز عام 1994 وبعد اكتشاف امر الجثث التي دفنت في حديقة منزلهما الخلفية اعترفا بارتكابهما مجموعة من اروع الجرائم حيث اتضح ان فريد قتل 13 فتاة بينما زوجته قتلت فقط ابنته شارمين وزوجته الاولى رينا, كما اعترف بإغتصاب بناته وتحويل منزله لبيت دعارة حيث كانت روز هي الهدية التي يقدمها للزبائن, كما عثر بحوزته على مئات الاشرطة التي توثق عمليات الاغتصاب ونشاطات زوجته القذرة في الدعارة.

وبعد 11 شهر فقط انتحر فريد بعد ان شنق نفسه بملاءة سريره, بينما حوكمت روز عن قتلها ضحيتين والمشاركة في عمليات الاغتصاب والقتل الاخرى وحوكمت بالسجن المؤبد ثلاث مرات مع عدم وجود اي منفذ لها من الحكم او حتى تخفيفه, ولم يتبقى من عائلته الا ابنته آن ماري التي اغتصبها حيث تزوجت لكنها لم تستطع تجاوز الصدمة النفسية وظلت تعاني من اضطرابات دفعتها لمحاولة الانتحار ثلاث مرات! وقد ألفت كتاب يحمل عنوان (بعيدا عن الظلال) توثق فيه ما رأته في ذلك المنزل.

في النهاية, تمت ازاله كل ما له علاقة بالعائلة من بيوت ومقتنيات وتم تغيير اسماء بعض الاطفال حماية لهم من نظرة المجتمع السلبية!!!

إذا أعجبتك المقالة, يمكنك مشاركتها عبر صفحتك في مواقع التواصل الإجتماعي
تعليق واحد

اترك تعليقاً